لطالما طلب مني التعريف ببوهالي و الحديث عن منبع الفكرة و أول أيام المغامرة، و لطالما كنت عاجزا عن ذلك، ما أذكره من بدايات الرحلة هو أنني كنت محاطا بالكثير من الناس الذين عرضوا مساعدتهم، أغلبهم كانوا غرباء. و ما أذكره من باب اليقين، هو ذلك الطائر الصغير.
كان يوما جميلا ماطرا و كنت متوجها للبيت، على الطريق ،التي تقطعها قناة مياه، رأيت طائرا كان من الواضح أنه فر أو غادر قفصه للتو، و كان جليا أنه يحاول الطيران، أو على الأقل تعلم الطيران، يصفق بجناحيه فيرتفع مترا أو مترين و يعاود السقوط، و في إحدى محاولاته الطيران، سقط الطائر في مجرى المياه، و كنت موقنا أنها نهايته، إلى أن رأيته يغادر القناة محلقا و قاصدا السماء.
حينها كنت أفكر جديا في مشروع يعيد للصناعة التقليدية و للحرفيين قيمتهم الحقيقية التي سلبتها الصناعات الحديثة منهم، كنت أعلم حينها أن المشروع صائب، و لكنني كنت جاهلا بكل شيء آخر.
كنت ملما بالهندسة و تصميم المنتجات، لكن معرفتي بالجلد أو الصناعات الجلدية كانت محدودة، و كان هذا سببا كافيا لكي أقنعني بتأجيل المشروع، إلى أن رأيت ذلك الطائر الجاهل بالطيران، و لكنه تعلمه حين ألزم نفسه به، و كذلك فعلت.
أما الباقي فنتركه للتاريخ، صار الطائر هويتنا الجديدة و شعارنا "احمل أحلامك".
الهوية الجديدة
الشعار الجديد مستوحى من وشم أمازيغي يمثل طائرا، قمنا بالقليل من التغييرات لنضيف الجبال التي سنحلق فوقها معكم.
مع التذكير بأن بوهالي لم تكن لتكون هنا لولا كل الغرباء الذين واكبوها في الطريق، بوهالي من صنع مجتمع جميل، مجتمع نسعد بالتواجد فيه، مجتمع يجعلنا دائما أقوى.
لنحمل أحلامنا، و نحلق فوق الجبال.